أسبوع التائبين
الحمد لله رب العالمين، يتوب على التائبين، ويُقبل على المنيبين، ويغفر للمستغفرين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وإمام المتقين، وعلى آله وأصحابه الغر الميامين. أما بعد:
أسبوع التائبين فكرة أظنها من الأفكار التي تستحق الاهتمام.
كنت حاضراً في إحدى مساجد العاصمة اليمنية صنعاء وهذا المسجد تقام فيه محاضرة أسبوعية كل يوم أحد فبعد أن انتهينا من صلاة العشاء قام أحد الحاضرين وهو فلسطيني الجنسية، وقال أن عنده فكرة وهي أن نجعل أسبوعاً خاصاً للتائبين نسميه أسبوع التائبين فرأيت أن الكفرة جيدة وتستحق الاهتمام.
ما هي هذه الفكرة؟ وكيف تكون؟
أقول أخي الكريم: هذه الفكرة هي أن يأتي كل واحد من المصلين الذين يعتادون المسجد ويصلون فيه الصلوات الخمس أن يأتي كل واحد منهم في هذا الأسبوع بواحد ممن لم يصلوا من أصحاب الدكاكين والمحلات وأصحاب الشوارع والأسواق الذين ألهاهم الشيطان عن الصلاة، فيأتون بهم إلى المسجد، فيسمعوا المحاضرة، وهذه المحاضرة تكون معدة ومنسق لها من قبل. حيث تتكلم عن التوبة وعن الجنة والنار، يستهدف المحاضر بها هذه الفئة ويركز عليها، لعل الله -عزوجل- أن يجعل في هذه المحاضرة ومن هذا الحضور الواحد لهؤلاء سبباً في هداية هؤلاء الشباب فيتوبون إلى ربهم ويقبلون على صلاتهم.
أخي الكريم: كم من أناس لا يأتون إلى بيوت الله وهم بجوارها، أغواهم الشيطان فهم يحترقون بالذنوب والمعاصي!!وكم من أناس صالحون يذهبون إلى المساجد ويمرون على هؤلاء في محلاتهم وعلى الشوارع وفي أسواقهم فلا ينصحون لهم ولا يأخذوهم إلى المسجد، ولا يهدوا لهم الكتاب أو الشريط الذي يجعلهم يأتون إلى المسجد، فهذا الرجل الصالح قد اقتصر على نفسه يذهب إلى المسجد ويعود ويقول نفسي نفسي مالي وللآخرين وهذا خطأ كبير فهؤلاء يحترقون بالذنوب والمعاصي فهل يجوز أن نتركهم يحترقون؟!! فلو أن هناك رجل يحترق بالنار هو أو أحد أسرته هل سيتركه الناس يتحرق!. طبعاً لا . بل سيسعى من حوله إلى إنقاذه بكل الوسائل وهذا أمر مطلوب ، لكن الأهم من هذا أن تنقذه من حريق الذنوب والمعاصي، ومن حريق نار جهنم في الآخرة، فتأتي به إلى المسجد يسمع القرآن والحديث وأقوال العلماء ، فيرق قلبه ويصلح حاله فيتوب إلى الله توبة نصوحا.
أسأل الله أن يجعلنا من التائبين المنيبين إليه المستغفرين إنه على كل شيء قدير.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين